دائمًا ما يعتقد البعض أن الحب له نوع واحد فقط وهو الحب العاطفي أو الرومانسي ولكن في الحقيقة الأمر مختلف تمامًا حيث أنه يتواجد ثمانية أنواع أخرين للحب، ومن هنا سنقوم بالتحدث عنهم بشكل تفصيلي.
1. حب الذات
يسمى حب الذات أيضًا باسم Philautia، وذلك الحب دائمًا ما يقوم الناس بربطه بمصطلح النرجسية والأنانية، ولكن قديمًا عندما قاموا الإغريق بوضع هذا الحب لم يكن المقصود به ما هو متواجد الآن بين الناس، فحب الذات ليس شيئًا سيئًا أو غير صحي بل على العكس تمامًا، حيث انه لا يمكنك أن تعطي للناس حبًا وحنانًا ما لم تكن تحب نفسك بنفس القدر أو أكثر بقليل حتى، فالسؤال هنا كيف يمكنك أن تقوم بإعطاء الحب للآخرين في حين أنك لا تمتلكه؟، وكيف يمكن أن تقدم الحب للناس وانت لا تقدم لنفسك؟، كما أنه يمكن النظر إلى حب الذات الإيجابي على أنه نوع من أنواع التعاطف الذاتي، والمقصود هنا أنه كيفما تظهر الحب والمودة للآخرين فأنت بحاجة لإظهارها لنفسك أولًا.
2. حب الكون
والمقصود هنا بحب الكون مثل حب الطبيعة أو الله أو الغرباء، والمعروف أيضًا بالحب الغير مشروط أو الحب الروحي، ويعتبر نوع من انواع الحب الإيثاري بمعنى أنه نكران الذات به شيء نادر، نظرًا لكون هذا الحب غير شائع ولا يمكن أن يشعر به الكثيرون ويختلف الأمر مع اختلاف الثقافات والاديان والعقيدة وغيرها.
3. حب العائلة
ويتم تعريف حب العائلة باسم Storge، حيث أن هذا الحب ليس قائمًا على أنواع الجاذبية العاطفية التي تميل محبة الرجل للمرأة والعكس، ولكن ليست مثل حب الذات أو الأصدقاء، بل أنه حب مليء بالحنان والروابط القوية، كما أنه يحدث بشكل طبيعي مثل حب الأمومة بمعنى حب الأم لأبنائها، وحب الآباء لأبنائهم، كما أن الحب العائلي مختلف عن باقي أنواع الحب، نظرًا لكونه يميل لأن يكون أحادي الجانب وخصوصًا مع الأطفال الصغار، ومن الممكن أن يُطلق عليه نوع من الحب الولائي الذي ينشئ نتيجة لمشاعر الصدق والألفة.
4. حب الأصدقاء
وحب الأصدقاء هو الحب الذي يقوم على النوايا الجيدة والطيبة بين شخصين أو اكثر، ويرى أرسطو أن الشخص يمتلك نوايا حسنة تجاه الشخص الآخر نظرًا لسببًا من الأسباب التالية، إما أن يكون ذلك شخص مفيد أو شخص لطيف أو أنه شخص عقلاني وجيد، ويرى أرسطو أن الصداقة القائمة على الخير لا يتم ربطها بالمنفعة المتبادلة فقط، بل أنها أيضًا تقوم بالارتباط بالثقة والاعتمادية، ويعتقد الإغريق أن هذا الحب هو نوع من أنواع الحب الحنون، بمعنى أن الفرد يشعر من خلاله بالانتماء تجاه شخصًا ما، ويرى الإغريق أنه الحب الأفضل بعيدًا عن الحب الرومانسي أو غيره.
5. الحب العاطفي
أنه النوع الأقرب للحب الرومانسي المتواجد هذه الأيام، ويعتقد اليونانيين في الأسطورة الخاصة بهم أن ذلك النوع من الحب يقوم يحدث نتيجة لسهام كيوبيد، حيث أنه عندما يتم إصابة الفرد بذلك السهم فإنه يقع في الحب، ويرى شوبنهاور أن هذا النوع الهدف منه هو التكاثر، ويُطلق عليه باسم " الافتتان" والذي يعتمد وهوعلى المشاعر الجايشة التي تنشأ بين الرجل والمرأة، وإن في تلك المرحلة لا يوجد وقت من أجل تنمية شعور العمق في العلاقات، ولكن في نهاية هذه المرحلة، فإن المشاعر تبدأ في الظهور بشكل أعمق، ومن الممكن إدراج النوع الرومانسي تحت ذلك النوع، وذلك النوع الذي يربط الناس بشكل عاطفي نوعًا ما، كما أن الأحباء في تلك العلاقة يكون لديهم علاقات قوية ومحادثات طويلة، بالإضافة إلى معرفة جيدة بين بعضهم البعض والتي تستمر لمده طويلة.
6. الحب العابر
المقصود بالحب العابر هو الشعور بالإعجاب في أولى الأيام من العلاقات الرومانسية، وفي تلك الحالة تشعر بأن معدتك مضطربة والفراشات تطير في كل مكان من حولك عندما يتواجد حبيبك في نفس المكان، بالإضافة إلى شعورك بعدم الرغبة في استكمال حياتك بدون شريك، وأعتقد العلماء أن الأشخاص الذين يشعرون بهذا النوع من الحب فإنهم يتصرفون من دماغهم بنفس ذات الطريقة التي قد يتصرف بها الشخص عندما يقوم بتعاطي المخدرات، حيث أنه ينشط العقل ويستمر شعور الشخص بالحماس أو الرغبة القوية تجاه الحياة.
7. الحب العملي
والمقصود بهذا النوع هو الحب الذي يقوم على أساس العقل أو الواجب، بالإضافة إلى أنه الحب الذي يقوم على أساس المصالح المشتركة بين الفردين، وذلك النوع من الزواج شائع بشكل كبير في الكثير من العلاقات والزواج التقليدي، وبالرغم من أن البعض قد يراه غير عصري إلا أنه موجود حتى الآن، وخصوصًا في زواج الشخصيات المشهورة والسياسيين وغيرهم.
8. الحب الفارغ
وذلك النوع من الحب الذي تشعر به بالإلزام ناحية شخص ما ولكن في نفس الوقت لا تشعر بنفس الشغف أو الألفة، ويتشارك العديد من الناس هذا النوع من الحب مع العائلة، بمعنى أنك يمكنك رؤية الطرف الآخر في مستقبلك ولا يمكنك تخيل مستقبلك بدونه، ولكن في الوقت ذاته لا يمكنك مشاركة قصصك الشخصية ذات الأهمية في حياتك معه، بالإضافة إلى عدم وجود أي انجذاب عاطفي معه.
وفي نهاية المقال نكون قد قمنا بتوضيح ثمانية الأنواع الخاصة بالحب، ومن الجدير ذكره أن المرء عليه أن يدرك ويعرف أي نوع من أنواع الحب هذه يعيش بها، وأي نوع يمتلكه تحديدًا، وهل النوع الذي يتعايش معه هو نوع صحي سليم؟.
